مجرد يوم آخر

December 24, 2006 at 1:47 pm (Fragments, Random thoughts, دخان)

ثمة أيام وأيام
هناك أيام تبدأ برنين مزعج متصل للمنبه, يخترق جمجمتك ويتسلل إلى أحلامك, فتجد أنجيلينا جولي ـ حلمك المستحيل ـ تصدر رنيناً متصلاً وتطلب منك الاستيقاظ
وهل يجرؤ رجل على الرفض؟

هناك أيام أخرى تبدأ بصياح مزعج يحمل اسمك إلى جانب صفات إضافية لا تعرف مدى صحة ربطها بك, فتصحو متسائلاً عن رغبتك غير المبررة في رؤية الدم

هناك أيام تبدأ من حيث انتهى اليوم السابق, راقداً في فراشك ترقب انتشار الضوء في ملل, متسائلاً عن السبب الذي أبقاك حياً, تتابع عقارب الساعة في سعيها الحثيث نحو موعد عملك في نشوة سادية, تعلم تماماً أنك لن تنهض الآن حتى وإن لم يكن هناك شيء آخر تفعله, لكنك بحاجة إلى هذا الصراع, بحاجة إلى التعجل, بحاجة لدفع عجلة الحياة الرتيبة التي لا تلحق أبداً بسرعتك الخاصة

وهناك أيام تبدأ بفكرة
هناك أفكار عديدة قد تبدأ بها يومك, أبسطها فكرة وجود شخص ما في الحياة

ثمة أفكار تمنحك دافعاً للحياة, فتندفع في أبعادك الأربعة وتشعر أنك حقاً حي, لأنك تريد هذا حقاً وليس لأنك لم تختر وسيلة الموت المفضلة بعد
غريب أن أشعر بوجودي حين أركز كل طاقتي على استيعاب وجود شخص آخر

اليوم؟
لا أعرف حقاً كيف بدأ, لكنه هنا الآن, والأفق يحمل كل الأجوبة الممكنة

Permalink 3 Comments

حلم غامض

November 5, 2006 at 7:27 am (Fragments, People, Pipedreams, دخان)

أعاني منذ فترة من الأرق, أو بمعنى أدق من اضطراب مواعيد النوم, قد أنام ساعة وأصحو, أو أنام عشر ساعات متصلة ولكن في منتصف اليوم. الإنطباع الذي خرجت به هو أن ساعتي البيولوجية قد حصلت بوسائلها الخاصة على زجاجة سميرنوف وأقامت حفلاً تعزف فيه عزفاً إنفرادياً على الكحول

إنني من هؤلاء الأشخاص الذين لا يتذكرون أحلامهم أبداً إلا إذا كتبوها لحظة الاستيقاظ, وهذا ما أفعله الآن. بالطبع فقدت معظم تفاصيل الحلم في أثناء صنع القهوة وإضافة المزيد من الدخان لسماء القاهرة

غموض الحلم يكمن في أنه كان عن أبي الذي فقدته وأنا في الخامسة من عمري, طوال تسعة عشر عاماً لم أحلم به إطلاقاً, أو على الأقل لا أتذكر أنني حلمت به

هنا يجب أن أقول شيئاً أو شيئين عن أبي, طوال أعوام كان هذا الرجل وثناً في عالمي, إله أصغر. تلخصت طموحاتي لفترة طويلة في أن أصير نسخة ثانية منه, كان هذا كافياً في رأيي لأن يكون نجاحاً ساحقاً في حياتي. بالفعل تشابهاتنا مريبة كما يقول من عاصروه. نفس الملامح, نفس الصوت, نفس أسلوب الكتابة, نفس الأفكار, نفس طريقة التدخين, نفس إدمان القهوة, نفس القيادة المتهورة التي أودت بحياته وتسببت لي في حادث منذ أسبوع

في الحلم كنت أحادثه هاتفياً, على رقم محمول وللدقة كان موبينيل

“موبينيل, تصلكم بالسماء, اشترك الآن”

أذكر كلمات متفرقة

“أنا عارفك أكتر مما تتخيل”

“يمكن عشان أنا شبهك بالظبط, الموضوع جينات مش معرفة”

“بطل كل اللي بتعمله, اخلع من الليلة دي كلها, اسمع الكلام”

“أبطل إيه؟”

انتهت المكالمة, وفي اللحظة التالية رأيته

إزداد نحولاً, شاب شعره قليلاً, وابتسامته الواسعة صارت ابتسامة مريرة بزاوية الفم

عانقني طويلاً, شممت رائحة عطره المفضل الذي هو بالصدفة عطري المفضل, واستيقظت

والآن, سؤال الحلقة

أبطل إيه؟

السؤال الثاني, ألا يفترض أن من يعانق ميت كأنما تلقى إنذاراً بموته هو شخصياً؟ هل هناك علاقة بين السؤالين فحب الراجل يعمل حركة شياكة معايا عشان أنقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن أصبح في عالم آخر لا علاقة له بهذا العالم إلا مكالمات الأحلام عبر شبكة موبينيل؟

مش مهم, بس مكنتش عايز أنسى الحلم ده

Permalink 8 Comments

الرمل

October 11, 2006 at 3:58 am (Fragments, دخان)

عن الوعد والغيب حدث الرمل

أن وقع خطاك له ذات التأجج

ذات الألق الواجف بعينيك

يا قدرية الخطى

إنما أنا من يعدو إليك من الضفة الأخرى

فسيري

Permalink Leave a Comment

العهد الآتي

September 24, 2006 at 3:18 pm (Fragments, Pipedreams, Random thoughts, دخان)

في البدء كانت, وكنت

في كوننا المتوحد نتبادل التكوين

فخُلقَت, وخلقت

وصارت لها الترانيم تتقدس في نظرات التوق

ونظرات التحريم

وصارت لها القصائد تتنزل بمحرابها أن ترضى

فقرأت, وكتبت

ولما كانت النطفة الأولى بيني وبينها

وحدت اسمها

وتوحدت

Permalink 7 Comments

أشياء صغيرة

September 10, 2006 at 1:24 pm (Fragments, Pipedreams, دخان)

هناك مزية واضحة لتكرار الأيام..

يغدو سهلاً أن تلحظ الفوارق بين التكرارات اليومية..

يوم الأحد مثلاً, هذا الأحد مماثل تماماً للأحد الماضي, نفس الجدول, نفس الخطوط العريضة, نفس حالتي المزاجية العامة, ولكن هناك أشياء صغيرة تختلف

قهوتي اليوم كانت أكثر مرارة.. أم أن المرارة كانت في فمي؟

السجائر ليست بسحرها المعتاد, لعله البرد مرة أخرى

لم تكن سيارتي بنفس نظافة الأسبوع الماضي

الصخب اليومي في المذياع لم يكن موسيقى أعشقها تحملني لشتاء مضى في سيناء, بل كانت نفس الموسيقى الراقصة التي مزجتها بالكحول وصورتها على أمل أن تتلاشى,

أشياء صغيرة

كل شيء يمكن أن يحلل لأشياء أصغر منه.. وهكذا تتضاءل الموجودات حتى تصير المعاني المجردة مجرد تداعيات لأشياء صغيرة غير مترابطة في ظاهرها

  لم لا يكون هذا الترابط الغريب بين الأشياء الصغيرة هو المعنى ذاته؟

فيكون الحب هو نظراتها القططية الحذرة حين لا تعرف فيم أفكر, أو سذاجتها حين تتذاكى علي, أو ضحكتها المجلجلة البريئة حيناً والماجنة حيناً

ويكون حزني في كل مرة أرى فيها شحاذ شارعنا الصغير هو أنه يشبهني في صغري وليس لأي اعتبارات إنسانية أعمق

ويكون عشقي للون الأسود هو كراهيتي الشديدة للأبيض في المستشفى والضمادة وشحوب الموتى والكفن 

إن كان كل شيء يحلل لأشياء صغيرة, كلها تتلاقى في ذاكرتنا وشخصياتنا ومفاهيمنا الذاتية عن الأشياء, أفلا يعني هذا أننا لا ندرك العالم من خلال أنفسنا؟

إذن فقد أحببت نفسي فيك وكرهتها, وبحثت عن نفسي في رؤوس كتاب النظريات وصلوات المؤمنين واستطراد الحشاشين بين خلق الدخان الأزرق والتكوين

واليوم, مازلت أجد نفسي وأفقدها بين الفينة والفينة

في تداعيات الأشياء الصغيرة

Permalink 9 Comments

كان يمشي في دوائر

September 10, 2006 at 1:23 pm (Fragments, People, دخان)

كانت أمه تجلس على الرصيف, تتابع بعينيها أحذية العابرين, وتتحدث مع بائع جائل في شارعنا

تعرف متى ترفع صوتها بضحكة مجلجلة ولا تكترث.. حين يكون الحذاء العابر رثاً بالياً لا ينتظر من صاحبه شيء, ومتى ترفع عينيها برقرقة دمعية وانكسار في الصوت والنفس والتكوين, حين تشي خطوات العابر بما هو أكثر من اتجاهه.

أخذت أرقبها أثناء انتظاري لدوري أمام كشك السجائر.. حين لاحظت ابنها.

كان طفلاً جميلاً في الثالثة أو الرابعة, يسلي نفسه بالمشي في دائرتين متماستين, الرمز الرياضي للانهاية, ودون أن يخطىء في عكس الاتجاه عند المماس لمرة واحدة.

فكرت أنه طفل ذكي, أطفال كثيرون لا يعرفون إلا اتجاهاً واحداً لرسم الدائرة حتى سن السادسة, ثم عزوت ملاحظتي السخيفة لكوني مهندس يبحث عن الأنماط في أي شيء.

اقتربت منه, كان ظهر أمه لي فلم تلحظني, ثم قطعت حديثها المرح وارتدت زي العمل حين انحنيت على طفلها.. فكرت في من في مثل سنه من الأوغاد الأغبياء الصغار الغارقين في ألعابهم ودراجاتهم وتدليل آلهم, وهذا الصغير لا يجد ما يفعله سوى المشي في دوائر..

أعطيت أمه بعض النقود وأعطيته قطعة من الحلوى.. حملها ونظر إلي ثم عبث في طيات ثيابه وأعطاني جنيهاً بالياً يبدو أنه حصل عليه من عابر آخر..

لم أعرف ماذا أفعل.. رددته إليه.. وحين نهضت لكمت الحائط حتى لا أنفجر باكياً.

Permalink 9 Comments

Synaptic deadlock

September 5, 2006 at 1:25 am (Fragments)

Did you ever think what would happen if all the rivers poured into a puddle instead of an ocean? If all the roads were in fact leading -in a very real way- to Rome? Have you seen a typical deadlock in Cairo streets?

Then you know the feeling.

So many thoughts that I want to let out, but they keep crashing in my brains, resulting in what I call “synaptic noise”. When thoughts merge too much they result in a mood, a feeling, an eerie sense of almost instinctual obsession with something.

Here I am, in a night-shift at work, dreaming away the hours, trying to figure out how to unlock my thoughts.

Maybe a smoke and a decent cup of coffee is indeed my promised paradise.

Permalink Leave a Comment

Speed driving

September 1, 2006 at 12:24 pm (Egypt, Fragments)

I start the engine.

Heliopolis looks so beautiful by dawn. European-style buildings standing tall beside Mosque minarets, BMWs parked next to FIAT 128s, reminding me of how diverse Cairo is, how diverse Egypt is, and how in that diversity lies beauty, in chaos lies harmony, in contradiction lies consistency. That’s my Cairo, that’s my Egypt, that’s my identity.

I push the pedal and drive along 6th of october bridge. For the first time I notice how many minarets we have in Cairo. Was it trying to reach as much believers as possible when it’s time for prayer or was it an attempt to reach higher up towards heaven that made them build minarets so high? I guess there’s no way now to tell which is which, but I like both thoughts.

 I think to myself, Latin beat matches Cairo spirit a lot. Is music truly universal or am I half Latin somehwere up my family tree? I know I got Arab, Egyptian, Turkish blood, but Latin? I still didn’t mind the thought. I feel at peace with the wolrd, and most importantly, with myself.

I push the 5th gear, and think to myself, maybe it’s the spirit of overcoming obstacles that attract me to speed-driving, maybe that spirit will paint a new canvas of a new Egypt one of these days.

What draws the line between ambitions and wishes? I don’t know for sure, but I know every wish I have is an ambition until something stops me.

I don’t know what on earth could stop me, I’m half-crazy, and that’s closer to virtue than I’ve ever experienced.

I’m empowered by millions like me who drive along high-ways and wonder, what road-bumps is the world going to bring along? They’re not stopping, neither am I.

I’m in love with a city, a culture, a place, an identity, and I’d die before I let it go down history as mere memories. We’re here to stay, to rise, and we will.

I kill the engine. I park and get off my car self-righteously as half a god. Could anyone stop this new dawn? Could anyone stop this new day? Could anyone stop this sunrise?

Cairo is there, like a goddess, she knows she’s here to stay. So do we.

Permalink 13 Comments

When voices come in colors

August 25, 2006 at 6:14 pm (Fragments, People)

A cafe in open air, an exceptionally hot Cairo summer night, the rejuvenating feeling of being around friends, and -surprisingly- strangers.

I stared into the void while my friends indulged in a girly conversation, I drifted for a moment, not thinking of anything, not focusing on conversations that wind throw my way.

I think clarity has less to do with focus than what we usually think. When you’re focused on something you leave your mark on it, you perceive it in a mixture of what it is and what you want it to be. Only by being a perfect bystander could unbiased clarity come.

Voices mingled, and in that very moment that voices became unintelligible, they brought a new kind of perception. Voices cease to have linguistic significance, but they do carry the mood, the feeling, the aura. It’s almost as if the air around the speaker resonates with meaning that I cannot perceive by hearing.

Voices had colors, and in that moment everything felt so perfect. Everything, everyone, every shade of abstract had a meaning and a purpose. Voices had all kinds of colors, but they all belonged to the same rainbow, so did I.

Black is still my favorite color, but I can’t help wondering.. If I could ever distance myself from myself, and listen to the void, would my voice come in the color black?

Permalink 5 Comments

Burning fuse

August 16, 2006 at 4:04 am (Fragments)

7/17/2006

When all what exists becomes a constant swing from one extreme to another, what remains real? Nothing that I know, nothing that I don’t know, nothing that exists except that void. Is it familiarity that I miss? Is it certainty? But when was I ever familiar with anything? I’ve always been the eternal lonewolf. Estranged by all, blending with masks one after another and never sharing a real face. What familiarity did I ever have to lose? What certainty? I could prove or disprove all what exists in my head, at will. Or could I? Maybe it’s all in my head. What scares me is how I tried before to make myself feel alive. I’m more alive if more things around me are dead. It’s like a slow-burning fuse, getting closer and closer to dynamite. I still know my cure. I still know my cure. I still know..

Permalink 2 Comments

Next page »