كان يمشي في دوائر
كانت أمه تجلس على الرصيف, تتابع بعينيها أحذية العابرين, وتتحدث مع بائع جائل في شارعنا
تعرف متى ترفع صوتها بضحكة مجلجلة ولا تكترث.. حين يكون الحذاء العابر رثاً بالياً لا ينتظر من صاحبه شيء, ومتى ترفع عينيها برقرقة دمعية وانكسار في الصوت والنفس والتكوين, حين تشي خطوات العابر بما هو أكثر من اتجاهه.
أخذت أرقبها أثناء انتظاري لدوري أمام كشك السجائر.. حين لاحظت ابنها.
كان طفلاً جميلاً في الثالثة أو الرابعة, يسلي نفسه بالمشي في دائرتين متماستين, الرمز الرياضي للانهاية, ودون أن يخطىء في عكس الاتجاه عند المماس لمرة واحدة.
فكرت أنه طفل ذكي, أطفال كثيرون لا يعرفون إلا اتجاهاً واحداً لرسم الدائرة حتى سن السادسة, ثم عزوت ملاحظتي السخيفة لكوني مهندس يبحث عن الأنماط في أي شيء.
اقتربت منه, كان ظهر أمه لي فلم تلحظني, ثم قطعت حديثها المرح وارتدت زي العمل حين انحنيت على طفلها.. فكرت في من في مثل سنه من الأوغاد الأغبياء الصغار الغارقين في ألعابهم ودراجاتهم وتدليل آلهم, وهذا الصغير لا يجد ما يفعله سوى المشي في دوائر..
أعطيت أمه بعض النقود وأعطيته قطعة من الحلوى.. حملها ونظر إلي ثم عبث في طيات ثيابه وأعطاني جنيهاً بالياً يبدو أنه حصل عليه من عابر آخر..
لم أعرف ماذا أفعل.. رددته إليه.. وحين نهضت لكمت الحائط حتى لا أنفجر باكياً.
ghada said,
September 11, 2006 at 12:31 pm
أولاً، عاجبني اسلوبك جداً
ثانياً، حلو إن فيه حد زيي ماشي تايه بيلاحظ التفاصيل الصغيرة
ثالثاً، أنا فاهمه شعورك لما ضربت الحائط كي لا تنفجر باكياً…
نعمل إيه بقى في تصاريف الدنيا
MechanicalCrowds said,
September 12, 2006 at 3:11 am
He’s probably one of the lucky ones too…
blacklander said,
September 12, 2006 at 6:47 pm
حاجة تحفة جداً إن في زهور حائط تانية. انتي كمان أسلوبك عاجبني جداً, أو تحديداً التفاصيل الصغيرة في أفكارك, تاني التفاصيل الصغيرة
ماذا يدفعك لضرب الحائط؟
blacklander said,
September 12, 2006 at 6:50 pm
Yeah, sadly enough. Some of us though are much much luckier. Inequalities are only subdued when good luck pays off bad luck.. I’m not a commy, but.. something’s really wrong with all this
واحدة said,
September 17, 2006 at 12:39 pm
كتابة أكثر من مؤثرة
………………..
لحسن الحظ انك لم تنفجر باكيا. ربما.. لم نكن لنقرأ نصك الموجع.
تحياتي
izzi said,
October 5, 2006 at 5:29 pm
i always watch people like you do, all the passer bys and the no faces that roam around our paths, and i wonder at what skeletons lie in their own closets, or what stories they have to tell… and i always feel so helpless and out of touch. frustrated i guess.
izzi said,
October 5, 2006 at 5:30 pm
i always watch people like you do, all the passer bys and the no faces that roam around our paths, and i wonder at what skeletons lie in their own closets, or what stories they have to tell… and i always feel so helpless and out of touch. frustrated i guess, because u can’t really reach out and touch anyone…
محمد قابيل said,
November 26, 2006 at 1:48 am
الله يعينك
إيهاب رضوان said,
March 12, 2008 at 9:14 pm
عزيزى آسر .. أسرتنى بكلماتك
تصفحت مدونتك سريعا ولمست صدق حروفك
أعد بالعودة سريعا للتعليق المتأنى
اقرأ لى ” وطنى حبيبى “